
اللعب بشكل علني،،، بات مبدا حفتر لإغراء القوى الدولية للفوز بالسيطرة على المناطق التي فرض عليها نفوذه بميليشياته التي تقودها عائلته، فأصبحت سرت ساحة لصراع دولي جديد تتهافت عليه القوى الدولية في حين يبحث هو عن أعلى سعر للبيع، بينما تبحث قوى أخرى دولية عن موطئ قدم في ليبيا.
بريطانيا دخلت على خط المواجهة والبحث عن أسلوب سيطرة جديد في ليبيا، وخلال الساعات الماضية زار وفد رفيع المستوى من السفارة البريطانية لدى ليبيا مقر قوة مكافحة الإرهاب في مدينة مصراتة غرب ليبيا، تحت زعم مناقشة آفاق التعاون الأمني وتعزيز الشراكة بين البلدين ودعم الأمن الليبي وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب.
هذا اللقاء يطرح تساؤل لماذا يظهر اهتمام بريطانيا في هذا التوقيت؟
والإجابة تكمن في الشرق الذي تتنامى فيه صراعات القوى الدولية على الفوز بالشرق في سرت ومن خلاله الجنوب، فحفتر وميليشياته فتحا الباب على مصراعيه للنفوذ الروسي وحليفتها بيلاروسيا، بالاستحواذ على قواعد عسكرية للتحكم في ليبيا ومنها إلى قلب أفريقيا.
التقرير الأخير لوكالة “نوفا” الإيطالية، كشف أن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) أجرت مؤخرا تدريبات جوية قرب مدينة سرت التي يسيطر عليها حفتر وميليشياته، كاستعراض للقوة بمشاركة ضباط ليبيين من الشرق والغرب لأول مرة، حيث استخدمت قاذفة B-52 الاستراتيجية، إلى جانب قوات من بريطانيا، وامتدت على طول الساحل الليبي وصولا إلى قطاع غزة، تهدف في المقام الأول إلى إرسال إشارة سياسية تؤكد استمرار نفوذ واشنطن في الملف الليبي، وتقليل النفوذ الروسي على حفتر بحذر، والسيطرة على الثروات النفطية الليبية.
التقارير تؤكد أن الصراع الدولي يمتد إلى منطقة فزان جنوب البلاد، الغنية بالموارد الطبيعية، حيث تسللت بعض الدول وسيطرت من خلال حفتر على قاعدة “السارة” الجوية قرب الحدود مع تشاد والسودان.
الدول الغربية فقدت ثقتها في الولايات المتحدة مؤخرا، بعد أن بحث رئيسها دونالد ترامب عن مصالح بلاده ومكتسباتها دون التعاون مع الناتو أو معها فبحثت هي الأخرى عن تثبيت مصالحها في ليبيا منفردة أو من خلال مراكز قوى جديدة.
وخلال الإجابة عن التساؤل لماذا تظهر بريطانيا في المشهد الليبي وكل ماسبق، نجد أن إيطاليا عززت وجودها العسكري في النيجر، في ظل تزايد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل والوضع في ليبيا والسودان وفق ما نشر موقع «إنسايد أوفر» الإيطالي، وفي الوقت ذاته تتحكم في الجنوب الليبي وثرواته، كما أن فرنسا وفي زيارة غامضة لحفتر ولقاء مع إيمانويل ماكرون، سعت باريس بقوة للعودة إلى فزان عن طريق حلفاء لها هناك لمواجهة نفوذ روسيا منافسها الأكبر في ليبيا.
صراع دولي تتنافس فيه بريطانيا وروسيا وفرنسا وأمريكا وإيطاليا للفوز بأكبر قدر من ثروات ليبيا، لكن الساحة المفتوحة لأحداث هذا الصراع العلني هي سرت، والغنيمة الكبرى فزان، منبع الثروات وبوابة أفريقيا، وفي كل لحظة تتكالب عليها الدول الأجنبية للفوز بها بالتواطئ مع حفتر.