البرلمان العجوز في ليبيا_ لا أمل في تصحيح المسار

في ليبيا، لا دستور ولا قوانين ولا حتى منطق يحكم البلاد.. سنوات من الضعف والانقسام والصراع على المناصب والكراسي، وسط ضياع الدولة ومواطنيها.
ربما شهادة حق نطق بها عضو البرلمان، فوزي النويري، حيث دعا فيها إلى إجراء انتخابات برلمانية عاجلة، لإنقاذ البلاد من الكوارث المحدقة بها، لكن سرعان ما تنصل من رأيه زملائه في البرلمان وقالوا إنه رأي شخصي، فيما تم حذف دعوته من على وسائل التواصل الخاصة بالبرلمان.
السؤال كيف يستمر في المشهد السياسي برلمان تم انتخاب أعضائه منذ 11 عاما وحتى الآن؟كيف تشكل البرلمان وسط حرمان الجنوب الليبي من عدالة التمثيل وغاب صوته عن البرلمان؟وكعادة المشهد السياسي الليبي، التصريحات المضادة والموافقة وربما يكون معظمها ملفوفا بالمصالح الشخصية، فرحبت بعض الأصوات بفكرة النويري بل قالوا إن هذه الفكرة ستؤدي لتجاوز الانقسام السياسي والحكومي.
لكن أعضاء البرلمان الذي تجاوز عمره عقد من الزمان، بشكل مخالف لكل القواعد الدستورية والقانونية في ليبيا وجميع أنحاء العالم، تمسكوا بأن يتزامن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية معا، وشددوا على أن القرار فقط للبرلمان ويصدر عبر التصويت خلال الجلسات، وليس عبر بيان شخصي.
وبرروا رأيهم بأن انتخاب برلمان جديد يعد استنساخاً لتجارب سابقة، ولا يقود لاستقرار ليبيا.وبعض أعضاء البرلمان عبروا من خوفهم بسبب اتساع نفوذ قادة الميليشيات ووصولهم إلى عضوية البرلمان عبر القوة، في ظل تغول نفوذ تلك المجموعات خاصة التابعة لحفتر في الشرق والجنوب، بالتزامن مع ارتفاع معدلات الفساد والتي هم سببا فيها، وأكدوا أنه ربما تكون المفاجأة أن يشكل قادة الميليشيات الأغلبية في البرلمان الجديد، والذي هو مصدر الحكم والتشريعات، مما قد يجهض أي إمكانية لإجراء انتخابات رئاسية بالمستقبل.
محللون سياسيون رأوا أن الانتخابات البرلمانية قد تعد مخرجاً حقيقياً لمعالجة عدد من أزمات البلاد، وتنتهي معاناة الليبيين من كثرة خلافاتهما حول أي قضية، واستبعدوا فكرة سيطرة جهة معينة على أغلبية مقاعد هذا البرلمان وتوجيه قراراته، خاصة وأن الشعب الليبي الآن صار أكثر وعياً، وسيتم وضع إقرار الدستور في أولوياته.
في الشمال خلافات متصاعدة على مدار سنوات وسط تهميش وإقصاء للجنوب، دمرت حاضر ومستقبل ليبيا، بالرغم من أن الله أكد في كتابه المقدس ” وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ “