
نفس أخرى أزهقت، دون أن يشعر بها أحد، في معتقل قرنادة سيء السمعة أو صيدنايا ليبيا.. لكن هذه المرة ليس مهاجرا أو شابا أو مجرما بل شيخا مريضا
منظمة “رصد الجرائم” الحقوقية في ليبيا أعلنت وفاة المواطن “خميس محمد العقاب” البالغ من العمر (54 عامًا) في سجن قرنادة يوم 16من فبراير الجاري بعد أن اعتقلته حكومة الشرق تعسفيًّا في 6 نوفمبر الماضي من منزله.
وكشفت المنظمة عن تلقي أسرة العقاب اتصالًا من مجهول أبلغهم بنقله إلى مستشفى قرنادة بسبب تدهور حالته الصحية وعند وصولهم إلى المستشفى اكتشفوا أنه تم تسجيله باسم شخص آخر، ثم توفي بعد ساعات قليلة من وصولهم.
المنظمة أوضحت أن الضحية كان يعاني من أمراض مزمنة قبل اعتقاله، وتعرض بعد اعتقاله للحرمان من التواصل مع عائلته والزيارات العائلية ومن الأدوية، ولم تتمكن أسرته من معرفة أسباب وفاته، حيث قام أفراد تابعون لإدارة الشرطة والسجون العسكرية، التي تدير السجن العسكري بمجمع سجون قرنادة، بالاستيلاء على تقرير الطبيب الشرعي، كما أفاد شاهد عيان بالعثور على آثار جروح وكدمات وخياطة طبية على جثته.
وبحسب المنظمة فقد جاءت الحادثة في سياق حملة اعتقالات تعسفية منذ بداية أكتوبر 2024، وحمّلت مليشيات حفتر المسؤولية القانونية الكاملة عن وفاة العقاب، ودعت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية لمواصلة التحقيقات في الجرائم داخل مجمع سجون قرنادة وإصدار مذكرات توقيف ضد المسؤولين عنها.
سجن قرنادة سيء السمعة أو صيدنايا ليبيا الذي سمي على غرار معتقل صيدنايا السوري الذي حدثت فيه أبشع عمليات تعذيب بشرية تم الكشف عن الجرائم التي تتم فيه يناير الماضي، حيث انتشرت مقاطع تعذيب للمعتقلين.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التعذيب الوحشي وسوء معاملة المعتقلين في قرنادة ونددت بهذه الأفعال التي تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى سجون كثيرة بشرق ليبيا وغربها وجنوبها، من بينها «معيتيقة»، و«الهضبة»، و«صرمان».
عقد من الزمان تحولت خلاله ليبيا إلى سجن كبير، يتعرض فيه المواطنين لانتهاكات الميليشيات والتهميش والعيش في قلق متواصل، أما داخل المعتقلات فلا يوجد سوى التعذيب والموت البطئ