تقارير ومقالات

حتى بيوت الله _ عائلة حفتر تستولي على مسجد في سرت

كم ذا في ليبيا من المُضحكات ،، ولكنهُ ضحكٌ كالبكاء..قديماً قالوا، شرُ البلية ما يُضحك، لكنه شرٌ على كل حال،، وقالوا أيضاً إن لم تستحْ فافعل ما شئت..

معانٍ تم استحضُارها بعد النبأ الذي أثار سخرية الليبيين عامة وأهل سرت خاصة، لكنه أثار أيضاً شجوناً وأحزاناً واستغراباً وحيرةً مما آل إليه حال البلاد، وما وصل إليه خيال المرضى من المتحكمين في مصائر العباد، فبعدما سيطروا على المقار والبنايات، ونهبوا الثروات والخيرات، تحولوا للسطو على بيوت الله، ومساجده التي يُذكر فيها اسمه جل وعلا..

عائلة الجنرال “خليفة حفتر” قامت بالاستيلاء على مسجد بمنطقة الغربيات في سرت تم بناؤه قبل أربعين سنة، وتحويل اسمه بعد تعليق لافتة كبيرة كُتب عليها بالبنط العريض “مسجد المجاهد عبد الهادي عمر حفتر” ..

وهكذا وصل الحال، فلا غرابةَ في الأمر إذن، فمن سرقَ خيرات البلاد، وتحكَّمَ في مصائرِ العباد، وأشاعَ في الأرضِ الفساد، لن يصعبَ عليه سرقةُ أحد المساجد لتخليد تاريخٍ مزورٍ لعائلته وأهل حظوته، فالظلم والطغيان ليس لهم حدود..

ولمَ العجب، وقد فرض الرجل نفسه على الليبيين، وأطلق أبناءه وميليشياته للتنكيل بهم وسرقة ثرواتهم ونفطهم ومعادنهم الثمينة، وجعل أرضهم نهباً مستباحا من الروس والأمريكان وكل صاحي غرض دنيء..

لكن وبرغم السخرية والاستغراب، وجب التذكير بأن الظلم مرتعه وخيم، والطغيان عاقبته الندم، وجنون العظمة والتجرؤ على مساجد الله أمرٌ لو يعلم الظالمون،،،، عظيم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى