تقارير ومقالات

كنوز فزان المدفونة.. المعدن النفيس يثير لُعاب عصابات التهريب

فوق السطح انهيار ودمار، وتحته ذهب وثروات.. هو واقع الجنوب الليبي الذي يعاني من أوضاع كارثية.

مع تردي الأوضاع الأمنية ومرور الجنوب الليبي بأسوأ فتراته، وبالتحديد منذ عام 2013 انتشرت عمليات التنقيب غير الشرعي عن الذهب في السهل الصخري في الجنوب الليبي في الشريط الحدودي مع تشاد والنيجر، ويؤكد العاملين بالتنقيب غير الشرعي أن مدينة مرزق هي المركز الرئيسي لهذه الصناعة غير الرسمية، ليصل إجمالي الذهب المستخرج نحو 15 كيلو جرام يوميا.

هذا النشاط غير الشرعي، جذب العديد من جنسيات العالم للعمل بها ونهب خيرات الجنوب الليبي، فعمل بها جنسيات أفريقية ومن الصين ولم يفكر أي مسؤول في شمال ليبيا بالسيطرة على التنقيب عن الذهب لتصبح إيرادات المعدن النفيس خارج ثروات الدولة بالكامل، وحرم الجنوب من الذهب الذي يملأ باطن أرضه.

وعلى مدار السنوات الماضية حاولت العديد من الميليشيات وقوات حفتر السيطرة على مهمة التنقيب عن الذهب في الجنوب الليبي وجني ثمار مكاسبه آخرها العام الماضي 2024، وكثيرا ما اندلعت اشتباكات بين مهربين وميليشيات أو ميليشات وقوات حفتر من أجل فرض السيطرة لكن تظل مكاسب التنقيب جميعها في خزائن هذه الميليشات والعناصر.

ولعل الحادث الشهير في ديسمبر من عام 2023 بضبط 26 طن من الذهب خلال محاولة تهريبه بمطار مصراتة الدولي، أكبر دليل على أن باطن الجنوب منحه الله خام الذهب الذي لا ينضب لكنه ينهب ويهرب..

ليبيا من تحتل المرتبة الرابعة عربيا من حيث احتياطي الذهب فتمتلك 146.7 طن من المعدن الأصفر، في تقديرات عام 2024، لكنها تحتل أيضا مرتبة متقدمة في مؤشر مدركات الفساد من أصل 180 دولة يشملها المؤشر.ضعف شامل ضرب أركان الدولة، لكن أثره على الجنوب الليبي لا يعد ولا يحصى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى