تقارير ومقالات
أخر الأخبار

دوافع قذرة و تحركات نحو غدامس _حفتر يبيع الجنوب

نبض فزان
يشهد الجنوب، تحولات عسكرية جديدة مع تحرك قوات حفتر نحو مدينة غدامس، في خطوة تعكس طموحاته التوسعية ورغبته في تعزيز نفوذه غرب البلاد.

ورغم أن المنطقة تخضع بالفعل لسيطرته، إلا أن التقدم نحو غدامس يحمل أبعادًا استراتيجية متعددة، تتعلق بموقعها الحدودي الحساس مع الجزائر وتونس، وأهميتها في الملف الأمني والاقتصادي، لا سيما مع قربها من حقول النفط وخطوط الإمداد الرئيسية.
ويأتي هذا التحرك، ضمن سلسلة عمليات عسكرية لحفتر في إقليم فزان، تهدف إلى إحكام السيطرة على الجنوب، وضمان طرق إمداد آمنة لقواته، وتعزيز موقفه في المعادلة الليبية، وفرض نفسه كلاعب أساسي في أي ترتيبات مستقبلية تخص البلاد.
وفي هذا السياق، تبرز غدامس تحديدا والشويرف كهدفين رئيسيين لحفتر، حيث تسعى قواته إلى تأمين المعابر الحدودية، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية التي تضمن له نفوذًا أوسع، سواء في الداخل الليبي أو في علاقاته مع دول الجوار.

دوافع حفتر
ويثير تحرك حفتر نحو غدامس في الجنوب الغربي العديد من التساؤلات حول أهدافه الاستراتيجية والعسكرية والسياسية، ووفق تقرير نشرته الرابطة الدولية للخبراء تبدو غدامس، كمدينة ذات أهمية جيوسياسية واقتصادية بارزة، حيث تقع على الحدود الليبية الجزائرية التونسية، وتمتلك قاعدة لوجستية مهمة، فضلًا عن قربها من حقول النفط ومسارات الهجرة غير الشرعية.

أبعاد التحرك العسكري لحفتر
ويرى خبراء أن، غرض حفتر من التحرك نحو غدامس وتعزيز السيطرة عليها، هدفه تعزيز النفوذ العسكري غربًا، فالسيطرة على غدامس تمنح قواته نقطة تمركز جديدة يمكن استخدامها لدعم العمليات العسكرية المحتملة في الغرب، خاصة تجاه العاصمة طرابلس. كما يوفر مطار غدامس، قاعدة لوجستية لنقل الجنود والمعدات العسكرية من الجفرة، سرت، وبنغازي إلى الغرب بسهولة.

الأهمية الحدودية والبعد الإقليمي
وتطل غدامس، على معبر الدبداب الحدودي مع الجزائر، وهو معبر مغلق منذ 2011، كما أن قربها من برج الخضراء التونسية يمنح حفتر منفذًا إضافيًا نحو الحدود التونسية، ما يعزز موقعه الإقليمي، علاوة على أن السيطرة عليها ستمنحه فرصة لتوسيع علاقاته مع الجزائر وتونس عبر ملفات حساسة مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.

وكشف مراقبون، أن إحكام حفتر السيطرة على غدامس تمنحه ورقة ضغط إقليمية ودولية، خاصة في ملف الهجرة غير النظامية الذي يشكل أولوية للاتحاد الأوروبي، علاوة على تعزيز علاقاته مع دول المغرب العربي، خاصة الجزائر وتونس، عبر التحكم في النقاط الحدودية الرئيسية.

ويضاف لذلك كله، المكاسب الاقتصادية والنفطية بعدما أصبحت غدامس مدينة نفطية بعد اكتشاف حقل الحمادة عام 2007، والذي سيبدأ الإنتاج منه قريبًا بمعدل 8 آلاف برميل يوميًّا، كما أن خط الأنابيب الجديد ينقل النفط من حقل الحمادة النفطي إلى ميناء مليطة على البحر المتوسط، ما يمنح حفتر ورقة ضغط اقتصادية قوية.

الشويرف.. بوابة جديدة نحو الغرب
ويلفت خبراء إنه وإلى جانب غدامس، يضع حفتر نصب عينيه السيطرة على بلدة الشويرف الواقعة جنوب طرابلس، والتي تعد نقطة تقاطع طرق استراتيجية، خصوصا وأن السيطرة عليها تربط قوات حفتر في الشرق والوسط بمواقعه في الغرب عبر شبكة طرق برية رئيسية، كما توفر قاعدة متقدمة قريبة من طرابلس ومن معاقل حلفائه في الزنتان، ما يعزز خياراته العسكرية المستقبلية.

ويأتي التوسع العسكري لحفتر على حساب الجنوب، ضمن لعبة قذرة، يتمدد من خلالها حفتر في الجنوب خطوة بعد أخرى لإحكام السيطرة عليه، وتعزيز نفوذه بنهب موارد الجنوب والتغلغل في بلدياته والسيطرة على منافذه الحدودية، خصوصا وأن غالبية قوات حفتر من المرتزقة السودانيين والتشاديين وعناصر فاغنر وهؤلاء وغيرهم لا يعملون حسابا لحرمة التراب الليبي ولا يعرفون عادات أهل الجنوب وقدسية ترابهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى