تقارير ومقالات
أخر الأخبار

جبال الذهب و وهم الإعمار _ عيون الحفاتره على الجنوب

نبض فزان
يشهد الشرق تنامي نفوذ أبناء حفتر، حيث تولى ثلاثة من أبنائه مناصب بارزة في المجالين العسكري والاقتصادي، فيما يفسر البعض هذا التوسع بأنه خطوة نحو تمكين الأسرة من إدارة البلاد مستقبلاً.

مناصب قيادية بيد أبناء حفتر
وفي الوقت الذي عُيّن صدام حفتر قائداً للقوات البرية، يتولى خالد حفتر قيادة الوحدات الأمنية في الجيش، في حين يشغل بلقاسم حفتر منصب مدير صندوق إعادة إعمار ليبيا، وهي مؤسسة تتمتع بصلاحيات مالية واسعة، وتم تعيينه بقرار استثنائي من برلمان الشرق دون تصويت رسمي.

مشروع سياسي مستقبلي
وفي الوقت الذي يرى محللون، أن هذه التعيينات تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز سيطرة العائلة على المشهد السياسي والاقتصادي، حيث يتم منح الأبناء أدواراً رئيسية تؤهلهم مستقبلاً لتولي الحكم، خاصة في ظل تقدم حفتر في العمر.

قيود أمنية وتضييق على المعارضة
يتزامن تصاعد نفوذ أبناء حفتر مع تقارير عن عمليات قمع واعتقالات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث شهدت بنغازي وسبها، حالات اختطاف واغتيال لناشطين سياسيين ومعارضين، حيث يشير مراقبون إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحجيم أي معارضة محتملة لتوسيع نفوذ الأسرة أو مواجهتها.

وضمن أبناء حفتر، برز اسم المدير العام لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، “بلقاسم حفتر”، كما برزت الشبهات حول المليارات التي يتم رصدها للصندوق وتحت إمرة بلقاسم شخصيا دون أي مراقبة أو حساب من أي نوع، ما دفع البعض للقول أن هذه الميزانيات والأرباح الناتجة عن بعض المشاريع لا تدخل خزانة ليبيا ولا وزارة المالية، ولكن جيوب أبناء حفتر.

وكان مثيرا للسخرية، عندما اعتبر بلقاسم حفتر في تصريح شهير، أن تخصيص برلمان الشرق ميزانية قدرها 10 مليارات دينار ليبي لإعادة إعمار مدينة درنة، بعد العاصفة التي أغرقتها مبلغا غير كافي!!. مضيفا: أن المناطق الليبية المختلفة تعاني نقصًا في الخدمات الأساسية، خصوصًا في قطاعي الصحة والتعليم.

مؤتمر لإعمار الجنوب
وبالرغم من حضور حفتر ونجله بلقاسم حفتر المؤتمر الأول لإعمار الجنوب في سبتمبر 2024، في قصر فزان بمدينة سبها، وافتتاحه تحت شعار “من التهميش إلى الإعمار”، بحضور شخصيات عسكرية وسياسية بارزة محسوبة على حفتر والعائلة، إلا أن شيئا من مخرجات المؤتمر لم تظهر للنور بالرغم من مرور 6 أشهر كاملة، علاوة على تشكيك أهل فزان أنفسهم، في حقيقية هذه المشاريع من الأصل، فهى وهمية الهدف منها ابتلاع المليارات تحت مزاعم تنفيذها ويبقى الجنوب كما هو.

وكان قد رد بلقاسم حفتر، حول معايير الشفافية في عمليات الإعمار، التي يقوم بها صندوق العائلة المسمى بصندوق إعادة الاعمار، فقال: إنه يخضع لرقابة صارمة عبر إدارات متخصصة في المحاسبة والمتابعة، وجميع العقود قانونية ومعلنة، ولا يوجد أي تلاعب في المشاريع! لكنه لم يقل أي الإدارات تحاسبه وتتابعه!!

الأهداف الحقيقية وراء تحركات حفتر
وبخصوص ما يتردد عن إعادة الإعمار، في الجنوب بقيادة نجل حفتر، يرى خبراء أن حفتر يسعى لترسيخ سيطرته على الجنوب، عبر تحركات عسكرية بثلاثة اتجاهات رئيسية: غدامس، الحدود مع النيجر، وجبال كالنجا على حدود تشاد، وهدف هذه السيطرة على مناجم الذهب هناك، في حين تسعى قوات حفتر إلى بسط نفوذها على غدامس الغنية بالغاز الطبيعي، أما مشاريع إعادة الإعمار فهى لجذب دعم اقتصادي وسياسي.

والخلاصة.. تحركات حفتر وأبنائه في الجنوب تحمل أبعاداً تتجاوز شعارات التنمية وإعادة الإعمار، إذ تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية ونهب مقدرات وثروات فزان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى