منظمات دولية تُدين جيش الشياطين! _ صدام حفتر يتاجر بالبشر

يشهد الجنوب، تصاعدًا في نشاط شبكات تهريب البشر، ما يجعله أحد أبرز معابر الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. وتشير تقارير أمنية، إلى أن هذه المافيا تستغل الفراغ الأمني والتوترات السياسية لتعزيز أنشطتها، مستفيدة من الطبيعة الصحراوية الوعرة للمنطقة.
أزمة إنسانية ومخاطر أمنية
وتتسبب عمليات التهريب في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يتعرض المهاجرون لانتهاكات جسيمة، تشمل الابتزاز والعنف والاستغلال. كما تثير هذه الظاهرة مخاوف دولية بشأن تسلل جماعات مسلحة وعناصر متطرفة وسط قوافل المهاجرين، مما يعقد المشهد الأمني في ليبيا والمنطقة.
دور خليفة حفتر في المشهد
ويُتهم خليفة حفتر، باستخدام ملف الهجرة غير الشرعية كورقة ضغط سياسي. فبينما يعلن عن شن عمليات لمكافحة التهريب، تتهمه جهات حقوقية ودولية، بالسماح بمرور بعض الشبكات مقابل مكاسب سياسية أو مالية. كما تسلط التقارير الضوء على توظيفه لهذه القضية في مفاوضاته مع القوى الأوروبية، التي تسعى للحد من تدفق المهاجرين عبر السواحل الليبية.
دور صدام حفتر في المشهد
ويبرز بالخصوص اسم صدام حفتر، في التقارير المتعلقة بالهجرة غير الشرعية في جنوب ليبيا. ويتهمه الكثيرون، بالتحكم في طرق التهريب وإقامة تحالفات مع بعض الجماعات المسلحة مقابل مكاسب اقتصادية. كما تقوم قواته تفرض ضرائب غير رسمية على المهاجرين، في ظل غياب رقابة فعالة من المؤسسات الليبية الرسمية، وفي ظل استباحة الجنوب.
وكشف المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية عن فتح صدام حفتر، طريقين جديدين للهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا. وأوضح المجلس، أن الطريق الأول ينطلق من سوريا إلى بنغازي، حيث يتم تهريب المهاجرين البنغاليين والسوريين جوًا، بينما يشمل الطريق الثاني تهريب المهاجرين المصريين والسودانيين برًا باتجاه السواحل الليبية، قبل نقلهم إلى أوروبا عبر البحر.
تفشي الانتهاكات ضد المهاجرين
أكدت التقارير أن طرق التهريب الجديدة أدت إلى خلق أوضاع أكثر خطورة للمهاجرين، حيث يتعرضون لانتهاكات جسيمة تشمل التعذيب والاستغلال. وأشار المجلس الأوروبي إلى أن خليفة حفتر يسعى لاستخدام ملف الهجرة كوسيلة لتوطيد شراكته مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي، من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية ومالية.
ومن ناحية ثانية، كشف تحقيق مشترك أجرته عدة وسائل إعلام غربية، منها صحيفة لوموند الفرنسية ودير شبيغل الألمانية، عن تورط وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” والحكومة المالطية في إرسال إحداثيات قوارب المهاجرين إلى كتيبة طارق بن زياد، التي يقودها صدام حفتر، فهو يلعب على الجهتين يسهل تدفق الهجرة غير الشرعية ويتعامل مع أوروبا باعتباره حائط صد أمامها!!
مستقبل ملف الهجرة في ليبيا
ومع استمرار الصراع على النفوذ في الجنوب الليبي، يبدو أن أزمة الهجرة غير الشرعية ستظل قائمة، وسط تباين مواقف الفاعلين المحليين والدوليين. وبينما تتجه الأنظار إلى دور صدام حفتر في هذا الملف، يبقى الجنوب والمهاجرون الضحية الأولى للصراعات السياسية والمصالح المتشابكة.