تقارير ومقالات

” خليفة حفتر _ العميل المُخلِص “

تشهد ليبيا تصاعدًا في التنافس الدولي على النفوذ، حيث أصبحت البلاد ساحة صراع بين القوى الكبرى، وسط تحركات عسكرية وسياسية مكثفة.

ويبرز دور حفتر، كعنصر محوري في هذا المشهد المزري، حيث يعيد البلاد لنصف قرن مضى أسيرة للقواعد العسكرية الأجنبية والاستعمار، سواء كانت روسية أو أمريكية أو إيطالية أو فرنسية، مستفيدًا من تحالفاته المشبوهة هذه، ما أسهم في عودة القواعد العسكرية الأجنبية مجددا.

و في ظل هذا الوضع، يأتي التحليق الأخير لقاذفات B-52 الأمريكية فوق سرت كرسالة واضحة لموسكو، في وقت تتزايد فيه المخاوف من ترسيخ الوجود العسكري الروسي في المنطقة، وفي ليبيا على وجه الخصوص بسبب حفتر.

وكانت قد حلّقت قاذفتان أمريكيتان من طراز B-52 فوق مدينة سرت، في خطوة عسكرية غير مسبوقة منذ خروج القوات الأمريكية من ليبيا عام 1970.

ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه استعراض للقوة في مواجهة التواجد الروسي المتزايد، خاصة مع انتشار قوات “فاغنر” الروسية في مناطق استراتيجية بسرت والجفرة.

واشنطن تسعى لكبح النفوذ الروسي وتسعى الولايات المتحدة إلى تقليل اعتماد حفتر على الدعم الروسي من خلال تقديم مساعدات عسكرية مباشرة له. وشملت التحركات الأمريكية كذلك، اجتماعات مكثفة مع مسؤولين ليبيين لتعزيز التعاون الأمني وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.

تفاصيل الطلعة الجوية الأمريكية وفق بيان صادر عن القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم”، أقلعت القاذفات من قاعدة باركسديل الجوية في لويزيانا، وحلقت فوق الأجواء الليبية بالتنسيق مع المراقبة الجوية الليبية، ضمن تدريبات تهدف لتعزيز الجاهزية القتالية.

حفتر بوابة عودة القواعد العسكرية الأجنبية

وأصبح حفتر، عاملاً رئيسياً في تسهيل عودة القواعد الأجنبية إلى ليبيا، من خلال تحالفاته المتشابكة مع روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا.

فقد مكّن التواجد الروسي عبر “فاغنر”، وفي الوقت نفسه سمح بتمركز قوات غربية تحت ذريعة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب.

الهيمنة الدولية عبر بوابة حفتر وروسيا:

تسعى لتأسيس قاعدة عسكرية دائمة في طبرق أو الجفرة لتعزيز وجودها في البحر المتوسط.

الولايات المتحدة:

وتعمل على تحجيم النفوذ الروسي عبر تدريبات عسكرية مشتركة ودعم قوات حفتر، وها قد عادت عبر أسلحتها القوية وقاذفات بي 52.فرنسا: تدعم حفتر لضمان مصالحها في النفط ومكافحة الإرهاب، واستمرار نفوذها بالساحل والصحراء.حفتر والمخابرات الأمريكية.

علاقة غامضة ودعم مستمرويمثل تاريخ حفتر والعمالة للمخابرات المركزية الأمريكية، نقطة سوداء بارزة في حياته، حيث حظي بدعم أمريكي منذ انشقاقه عن نظام القذافي في الثمانينيات، واستقر في فرجينيا بالقرب من مقر الـCIA، ما عزز الشكوك حول دوره كأداة للسياسات الأمريكية في البلاد من يومها وحتى اليوم.

ومع استمرار الانقسامات السياسية، يبدو أن القواعد العسكرية الأجنبية ستبقى جزءًا من المشهد الليبي، وحفتر يواصل استغلال هذا الصراع لصالحه، ما يجعله حلقة وصل بين القوى الدولية المتنافسة، على الكعكة الليبية!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى