نساء ليبيا_ بين التكريم العالمي وعنف ميليشيات حفتر

بالأمس القريب، احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة كنوع من التكريم وعرفاناً لها بالجميل، وبينما يحتفل العالم بالمرأة في كل مكان على وجه الأرض، لا تزال المرأة الليبية مهمشة مظلومة تتعرض كونها مواطنة ليبية للظلم والانتهاكات التي طالت عموم الشعب بسبب الميليشيات والعصابات المتحكمة في البلاد، وعلى رأسهم الأمريكي حفتر وولده صدام .
المرأة التي كرمها الإسلام قبل خمسة عشر قرناً من الزمان، وجاءت القوانين الدولية والأعراف الإنسانية لتكرس ذلك التكريم والاحترام، تتعرض في ليبيا للإهانة والحرمان من حقوقها المشروعة، بسبب سياسات متخلفة وقمعية لحفنة من الطواغيت وأمراء الحرب والسلاح وقادة الميليشيات الذين نصبوا أنفسهم قائمين على أمر البلاد ومتحكمين في مصائر العباد، بينما هم مجموعة من الجهلة والمفسدين أغرتهم القوة وأعماهم السلاح فنكلوا بكل الفئات بينما كان للمرأة النصيب الأكبر من المعاناة.
ظلم اجتماعي وأحوال معيشية صعبة تعيشها المرأة الليبية خاصة في الجنوب، حرمان من التعليم ونقص في الخدمات الصحية وأوضاع أمنية متردية، ظروف تُضطرُ المرأةُ الليبيةُ لمواجهتها في ظل الأجواء السائدة في البلاد.
أما على صعيد الحقوق السياسية فحدث ولا حرج، فالمرأة الليبية وفي ظل سيطرة ميليشيات حفتر وولده صدام، محرومة من حقها في التعبير وممارسة أي دور سياسي لا يحظى برضا قائد الميليشيات الصغير وأتباعه من الشبيحة والمرتزقة، وإلا فالاختطاف والتعذيب والتنكيل والقتل وربما الاغتصاب قبل كل ذلك.
الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات صدام حفتر ضد المرأة الليبية ستبقى وصمة عار وسُبةً في سيرة آل حفتر، وجريمة لا تسقط بالتقادم في سجلهم المملوء بالجرائم والانتهاكات، والتي كان من بينها على سبيل المثال لا الحصر اغتيال المحامية والناشطة الحقوقية “حنان البرعصي” بشكل بشع وفي وضح النهار بعدما أطلق عليها كلاب صدام وابلاً من الطلقات النارية.
حادثٌ آخر سيبقى عالقاً في أذهان الليبيين، وهو اختطاف عضو مجلس النواب “سهام سرقيوة” من منزلها في بنغازي بعد الاعتداء على زوجها وعائلتها، ثم الإعلان عن مقتلها لاحقاً على أيدي ميليشيات حفتر الصغير.