تقارير ومقالات

جحيم الأصابعة يكشف المستور في ليبيا

استغلال الفقر والجهل آفة المجتمعات التي أكلتها الحروب والصراعات، وهو حال ليبيا التي فككها النزاعولعل حادث حريق منازل مدينة الأصابعة شاهدا على انهيار بناء الإنسان بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع أنحاء العالم.

القصة بدأت بحريق يأكل المنازل وانتشار النيران بشكل كبير، ولم ينقذ المنطقة سوى تكاتف أهلها، في ظل انهيار المؤسسات والبنية التحتية وغياب المسؤولين، حيث أكد المسؤولين أن المدينة لا تمتلك سوى سيارة إطفاء واحدة فقط، وهو ما يطرح تساؤلا مهما هل يصح أن تكون دولة بحجم ليبيا وثرواتها التي تجعلها في مصاف الدول الغنية، ألا يوفر المسوؤلين سيارات الإطفاء ووسائل مواجهة الحرائق كأبسط الأدوات للمواطنين؟.

أما الطامة الكبرى في الاعتماد على الخرافات والغيبيات في البحث عن سبب الحرائق واللعب على عقول البسطاء وضعاف الإيمان، ونشر القصص الخرافية عن أن الجان هو من أحرق المنازل وأن بعض الأهالي كانوا ينقبون على الكنوز والآثار وهو ما أثار غضب الجان.

وتظل هذه الخرافات آفة المجتمعات التي انهارت والتي يواجه أهلها الجهل ونقص التعليم وغياب الدين وهناك حوادث عديدة مثل هذا الحادث في جميع أنحاء العالم انتشرت آخرها في مصر والتي فسرها البسطاء حينها بغضب الجان.

وسلطت وسائل الإعلام الضوء عليها مؤكدة أن هذه الحرائق يستغلها المشعوذين و الدجالين للكسب الكبير وحصد الأموال والأهالي لحمايتهم، بينما سخر رجال الدين المصريين حينها من هذه الآراء وأكدوا أن الجان غير قادر على استخدام المواد الكيميائية لإشعال الحرائق، وقراءة الفاتحة تكفي لمواجهته.

تفسيرات علمية عديدة أكدت أن بعض الأراضي والمجتمعات في القرى والمدن خاضعة لعوامل المناخ التي تؤثر في الجفاف وفي صعود بعض الغازات التي تسبب السخونة وأحيانا تشعل النيران في المنازل التي يتواجد عوامل مساعدة لانتشارها خاصة المناطق الزراعية، وكثيرا ما تسبب غاز الميثان في انفجار واشتعال مناطق خاصة مع عدم وجود تهوية جيدة.

الحوادث عادة ما تنذر المسؤولين للاهتمام بعملهم ومراعاة ضميرهم، ومنذ كارثة درنة الإنسانية وإهمال صيانة السدود وبنى البلاد التحتية، وعدم الاستعداد لأي أحداث طارئة، عاد بعض المسؤولين للإهمال، وتظل البلاد في مواجهة كارثة إنسانية وأخلاقية لا حل لها.

وأخيرا تستطيع ليبيا بأموالها شراء طائرات لمكافحة الحرائق وليس سيارة إطفاء، لكن أموالها المنهوبة تترك المواطنين فقراء في مهب الريح بلا أي حماية، إن حادث الأصابعة تحذير، ونقول لكم أليس منكم رجل رشيد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى