فزان بلا أمان _ أرض الجنوب معبر للتهريب ومأمن للمطاريد
«لا دولة بلا أمان ولا أمان بلا أمن و قوة تحميه».. وفي فزان غاب الأمان وعُطب الأمن وانعدمت القوة وأصبح الإقليم قبلة المهربين وملجأ الخارجين عن القانون، بل وتحول الإقليم إلى سوق نخاسة لمن يريد شراء البشر، بل شراء أي شيء، من يريد شراء نفوس وضمائر سيجد سلعته، ومن أراد شراء أحياء سيجد منها الكثير والكثير.
الأمان الوحيد الرائج هُنا في الجنوب مسموح به للمهربين وتجار البشر وفقط، لا ينعم به غيرهم، في واقعة فريدة قد لا تحدث في أي بقعة على سطح الكرة الأرضية، معبر يحكمه المهربين، جواز السفر هو المال، والمصير هو الموت غرقًا، فهل توجد دولة تسمح أن تتحول قطعة من أرضها إلى ملجأ للخارجين عن القانون، جنوب ليبيا تحول بين ليلة وضحاها إلى معبر أمن لمن يريد الهجرة إلى إيطاليا، وكيف لا وهو بلا أمن وبلا قوة وبلا شيء.
حوالي 500 ألف مهاجر أو أكثر وجدوا ضالتهم في الجنوب الليبي المستباح، اعتبروه كوبري مشاه أو عبارة مائية تأخذهم إلى أرض أحلامهم دون عائق يمنعهم من العبور، وكيف يحدث المنع والأرض بلا حارس أو عين تحميها.