فيتو روسي على تصدير البنزين نحو ليبيا

المصالح تتحدث أولا، مبدأ الدول العظمى في العالم.. وبالرغم من التنازلات المتتالية التي قدمها حفتر إلى روسيا على مدار تاريخ سيطرته على المناطق والثروات الليبية، إلا أن اليد الطولى تظل لها بينما حفتر ومطالبه، تظل في المؤخرة.
المناطق التي يسيطر عليها حفتر وميليشياته تعيش أزمة شح الوقود بشكل كبير خاصة في الجنوب الليبي، بسبب تهريب النفط الخام، وتهريب الوقود المدعم والبحث عن الوقود من دول أخرى، خاصة روسيا والتي ارتبط بها بعلاقات تعاون خفية، لكنها لم تعبأ بهذا وقررت حظر تصدير الوقود إلى ليبيا.
موسكو تتخذ دوما قرار الحظر على تصدير البنزين لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار بيع الوقود ومخاطر تراجع الإمدادات للسوق المحلية خاصة مع موسم الحصاد الزراعي، واستثنت من هذا الحظر الإمدادات إلى بعض الدول الصديقة ماعدا ليبيا.
حفتر طالما ساعد روسيا في تهريب الوقود إلى أوروبا وحادثة ناقلة النفط العملاقة ماجدة في 2022 الشاهد الأكبر على هذا التعاون الخفي، حيث كان يهرب الوقود ضمن نشاط تهريب النفط الذي يقوده، ومن ميناء بنغازي والموانئ التي يسيطر عليها ساعد روسيا في تهريب وقود بقيمة 5 مليارات دولار لعواصم أوروبية حتى اكتشفت ألبانيا أوراق الناقلة المزورة واحتجزتها والتي أشارت إلى أن منشأ الوقود من حقل البريقة.
ويبدو أن روسيا هي التي تسيطر بالفعل على الموانئ التابعة لحفتر والذي يتلقى الأوامر منها.
ولعل هذه التقارير تؤكد أن زيارة حفتر إلى بيلاروسيا كانت تحمل في طياتها العديد من الأغراض ما بين وساطة لحليفتها روسيا لمد يد العون لحفتر، أو عقد صفقات جديدة تساعده على حصد الثروات من شركاته العائلية للنفط التي أضفى عليها الطابع الرسمي أو من خلال ميليشياته التي تسيطر على العديد من المناطق خاصة الجنوب الليبي.
ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، لديها أزمة في تكريره، لذلك تستورد الوقود بأسعار السوق وتبيعه للمواطنين بسعر مدعم، لكن حفتر وميليشياته يقومون بتهريب الوقود المدعم أيضا لدول أوروبا بشكل غير شرعي أو يتم بيعه بأسعار مرتفعة في السوق السوداء للمواطنين خاصة في الجنوب التي لا يصل إليهم أي دعم أو إمدادات، ويظل حفتر تحت رحمة روسيا، تدعمه بالوقود وقتما تشاء وتمنعه إذا عارض مصالحها.