بصمات حفتر تلوح بمعتقل الموت _ “صيدنايا ليبيا”

انتهاك بشع لحقوق الليبيين يحدث في الظلام.. سجن قرنادة، التابع لقوات خليفة حفتر، الذي يمثل أحد أكبر مراكز الاحتجاز العسكري المشبوهة في شرق ليبيا. والذي يقع في منطقة شحات بمحافظة الجبل الأخضر، ويخضع لإدارة الشرطة العسكرية التابعة لحفتر.

انتهاكات جسيمة وتعذيب ممنهج
يُعرف سجن قرنادة، بأنه مركز احتجاز للمتهمين في قضايا الإرهاب، والجرائم الجنائية، والمعارضين السياسيين، لكنه تعرض لانتقادات حقوقية واسعة بسبب الانتهاكات الجسيمة وجرائم التعذيب التي تجري داخله.

وتشمل هذه الانتهاكات، التعذيب الوحشي وسوء المعاملة، وفقًا لتقارير حقوقية محلية ودولية، والاحتجاز دون محاكمة والاختفاء القسري.
تقارير حقوقية توثق الجرائم في قرنادةووثّقت منظمات حقوقية دولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، انتهاكات مروعة داخل السجن، بما في ذلك أعمال تعذيب وقتل المعتقلين.

وفي هذا السياق، أثارت وفاة خميس محمد مجيد العقاب السلطني، البالغ من العمر 54 عامًا، داخل سجن قرنادة، ضجة كبيرة، وتعود وفاته إلى نزيف وجلطة دماغية ناجمة عن تعذيب جسدي مبرح، ما دفع منظمات حقوقية إلى تسليط الضوء على ما يجري داخل المعتقل.

استمرار الاحتجاز التعسفي
المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أكدت أن أكثر من 90 شخصًا لا يزالون رهن الاعتقال في سجن قرنادة، بعد احتجازهم لأكثر من عام دون إحالتهم إلى القضاء، في انتهاك واضح للقوانين الليبية والمعايير الدولية.
وتزامنت وفاة خميس السلطني مع نشر مقاطع فيديو تظهر مشاهد تعذيب وجلد مروعة لمعتقلين داخل السجن، قبل أسبوعين مما أثار القلق حول مصير وأوضاع المحتجزين في قرنادة.قرنادة..

“صيدنا الليبي”
سجن قرنادة أحد أخطر مراكز الاحتجاز في ليبيا، ويُشبهه البعض بسجن صيدنايا السوري الشهير بسبب وحشية ما يحدث داخله. والمثير أن حفتر لا يمتلك قرنادة فقط، بل مجموعة من معتقلات الموت أبرزها سجني الكويفية ورأس المنقار في بنغازي.
سجن الكويفية في “بنغازي”
هو أحد أكبر السجون في شرق ليبيا، وكان سابقًا سجنًا جنائيًا، لكنه تحول إلى مركز احتجاز للأسرى السياسيين والمشتبه بهم في قضايا الإرهاب، وقد تحدثت تقارير حقوقية عن إعدامات خارج نطاق القانون وتعذيب المعتقلين تتم داخله..

سجن رأس المنقار “بنغازي”
أما سجن رأس المنقار تديره إدارة العمليات الأمنية، ويُستخدم كمقر اعتقال غير رسمي لاستجواب المعتقلين قبل نقلهم إلى سجون أخرى، ووثّقت منظمات حقوقية تعرض المحتجزين داخله للضرب المبرح والصدمات الكهربائية.ويظل السؤال إلى متى تتواصل انتهاكات حفتر وأبنائه ضد الليبيين الأبرياء ومصائرهم في الخفاء والعلن.