
زيارة غير معتادة قام بها حفتر لدولة بيلاروسيا التي كان يتعاون معها في الخفاء أثارت التكهنات والتحليلات بل والتساؤلات،
بسبب غموض توقيتها وأهدافها وتفاصيلها
وكالة “بيلتا” البيلاروسية الرسمية، قالت إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو اطلع من حفتر على تطورات الأوضاع في ليبيا ووعده بالمساعدة بكل الطرق الممكنة، أما ما أثار التساؤلات هو لقاء صدام نجل حفتر مع وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات.
وسائل الإعلام وصفت زيارة حفتر بالزيارة العائلية حيث ضم الوفد المرافق له نجليه صدام وخالد وصهريه باسم البوعيشي وأيوب الفرجاني قادة الميليشيات والقوات التي تسيطر على شرق ليبيا. وفسرتها بأنها محاولةٌ من حفتر لإرسال رسالة لخصومه بأن قرار مليشياته بيده وبيد مقربيه
وبسبب غرابة هذه الزيارة انهالت التعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي حيث تداول نشطاء بشكل واسع صورة جماعية تظهر ابني حفتر وصهريه أثناء الزيارة، وسط تعليقات تنتقد ما وصفته بـالجيش العائلي الذي يعتمد على الولاءات الشخصية بديلاً عن المؤسساتية
تحليلات دولية سياسية أشارت إلى أن “الوفد العسكري العائلي” يحاول حفتر من خلاله الظهور بأنه قادر على بناء تحالفات خارج الإطار التقليدي لحلفائه السابقين، لكن في المقابل الوفد العائلي أعطى انطباعاً سلبياً عن قيادة عسكرية غير مؤسساتية وأظهرته بأنه ليس إلا قائداً لمليشيا قبلية كبيرة
وذكرت تحليلات لمتخصصين في العلاقات الدولية أن الزيارة قد تكون جزءاً من ترتيبات لاحتضان بيلاروسيا لقاءات غير معلنة بين مسؤولين من دول أخرى مع حفتر على أراضيها. خاصة وأن العلاقات الأمريكية والصراع مع دول أخرى تحول عقب تولي دونالد ترامب، ويبدو أن حفتر يحاول جذب انتباه هذه الدول
أما لقاء مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين لأطراف ليبية من بينها حفتر بزعم بناء قوة عسكرية مشتركة مهامها تأمين الحدود الجنوبية الليبية ومواقع الطاقة والنفط، توحي بأن حفتر يحاول لفت انتباه المعسكر الشرقي لنفوذه وقوته.