” الكفرة _ أزمات إنسانية و أمنية “

نبض فزان
تواجه مدينة الكفرة، أزمة متفاقمة بسبب تزايد أعداد اللاجئين السودانيين وتنامي أنشطة الجريمة المنظمة من ناحية والأنشطة غير المشروعة وجرائم اختطاف المهاجرين غير الشرعيين وقتل بعضهم من ناحية أخرى، ما يشكل تحديات أمنية وإنسانية كبرى.
وفيما تعيش استثناءاً حقيقياً بعد تضاعف عدد سكانها بسبب استمرار تدفق آلاف اللاجئين السودانيين اليها، فإنها تواجه موجة شرسة من أعمال التهريب والاتجار بالبشر.

- مقابر جماعية لمهاجرين غير نظاميين
وتفجر ذلك بعد ساعات من إعلان مركز طب الطوارئ والدعم بمكتب الكفرة العثور على 64 جثة لمهاجرين غير نظاميين في المناطق الصحراوية، وسط ارتفاع مستمر في اكتشاف مقابر جماعية ضحايا شبكات التهريب ما يضع المدينة وسط ظروف غير عادية.

إلى ذلك أفاد رئيس غرفة الطوارئ بالكفرة، إسماعيل العيضة أن عدد النازحين السودانيين في ليبيا تجاوز 500 ألف خلال العام الماضي، موضحاً بن المدينة تستقبل يوميًا أعدادًا متزايدة من النازحين مما يفاقم الأزمة الإنسانية و مؤكداً بأن الأوضاع باتت صعبة للغاية، حيث تعاني المدينة من نقص شديد في الخدمات الأساسية وسط استمرار تدفقات الفارين من النزاع في السودان.

- نقص في المأوى والغذاء والرعاية الصحية
وتعاني الكفرة من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية إذ يواجه النازحون صعوبات كبيرة في تأمين المأوى والغذاء والرعاية الصحية كما أن الإمكانيات المتاحة غير كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، الأمر الذي حذرت منه غرفة الطوارئ بالمدينة مصرحةً بأنها لم تتلقَ أي دعم رسمي خلال العامين الماضيين ما أدى إلى عجزها عن توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين.
هذا وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بسبب صعوبة الفرار عبر الصحراء فضلًا عن عدم قدرة العديد من اللاجئين على الوصول إلى مراكز التسجيل.

- تجمعات سودانية
من جهته أوضح مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أن المدينة تضم أكثر من 40 تجمعًا للاجئين السودانيين مشيرًا إلى أن المؤسسات المحلية تعاني من نقص الموارد اللازمة لتقديم الخدمات الضرورية، مع استمرار تدفق اللاجئين وتزايد أنشطة التهريب ما يرفع نسب التحديات المتزايدة و يتطلب استجابة إنسانية وأمنية عاجلة لضمان الاستقرار في المنطقة، و كل ما تقدم هى تفاصيل تفضح غياب الحكومتين و قصور المسؤولين.