تقارير ومقالات

البطالة.. معول الهدم الذي يقصم زهرة شباب الجنوب وحولهم إلى كهول

«البركة بالشباب» هكذا المعتاد والمألوف في شتى بقاع الأرض حيث تقوم الدول على أكتاف شبابها المفعم بالحيوية والطاقة والإقبال على الحياة بحثًا عن غدًا أفضل ومستقبل مُشرق، ولكن لأن الحال في ليبيا ليس كغيره في باقي البلدان، بل والأدهي وبالتحديد الحال في الجنوب الليبي الذي قضى التهميش والفساد والإفساد على زهرة شباب أبناءه، وأصبح التعطل عن العمل معول هدم يقصم ظهرهم ويقطف زهرة وريعان شبابهم ويحولهم إلى كهول بلغوا من العُمر أرذله وهما لا زالوا في مقتبل الُعمر، ولكن لأن القدر أراد لهم أن يكونوا نبتة أرض فزان كُتب عليهم أن يتجرعوا كأس التهميش والبطالة.

«إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة» قالها الفاروق عُمر بن الخطاب قبل أزمنة عديدة، أزمنة لم يكُن يعلم أحد ما تُخفيه للمواطن الجنوبي المستأمن على خيرات وثروات طبيعية تكفي لتدشين مشروعات وأعمال تستوعب مئات الألاف من شباب العرب وليس جنوب ليبيا فحسب، ولكن بفعل التهميش المتعمد أصبح الشاب ليبي ضيف طرقات الشوارع طريد مقاهي الجنوب فريسة لكل صاحب غرض غير مشروع يوجه كما يشاء، ليبقى أخر آمال الشاب الليبي ألا تنفرط سنوات عُمره وجنوب ليبيا محروم من ثرواته، وتحول الاستقلال إلى القشة التي يتعلق بها مثله مثل باقي الجنوبيين، يغادرون يومهم يحلمون بإقليم حُر مستقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى