تقارير ومقالات

حفتر وحميدتي_ صديقا الشيطان يفسدان ليبيا والسودان لتغذية أطماعهما

الاعتماد على الميليشيات المسلحة في تثبيت النفوذ، مبدأ ثابت في عقيدة حفتر صعد من خلالها إلى الواجهة وظلت سياسته الدائمة، ليست في الداخل فقط بل في الخارج أيضا.

تقارير متعاقبة أكدت ارتباط حفتر بميليشيات الدعم السريع في السودان بعدة علاقات مشبوهة، وخاصة بعد ان تسببت الدعم السريع في انقلاب الأوضاع بالسودان وبدء حرب أهلية بخلافها مع الجيش السوداني ومهاجمة مواقعه واتساع رقعة الصراع والفوضى.

وأظهرت تقارير متعددة أن حفتر، بالتنسيق مع ميليشياته المتمركزة في الجنوب الليبي، قدم مساعدات عسكرية ولوجستية مكثفة لميليشيا الدعم السريع، بهدف تعزيز موقعها في المعركة بغض النظر عن مراعاة الأمن القومي الليبي.

المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية كشف في تقارير مطولة، أن علاقة حفتر بالدعم السريع بدأت خلال هجومه على طرابلس وبنغازي حيث استعان بعناصر منهم خلال عامي 2014 و2019، والذين دخلوا ليبيا عن طريق الجنوب.

وردا لهذه المساعدة بدأ حفتر منذ اندلاع الحرب في السودان تدريب عناصر الدعم السريع في ليبيا واستقبال الفارين منهم وحمايتهم من أجل إعادة تنظيم صفوفهم والمشاركة مجددا في الحرب التي دمرت السودان ومقدراته.

المركز أوضح في تقاريره أن دور حفتر امتد لمساعدة الدعم السريع بإمدادهم بالأسلحة والوقود عبر الجنوب الليبي خاصة وأنه قريب من إقليم دارفور، ومن خلال ميليشيا وحدات “سبل السلام” واللواء “128” التابعتان له وهما على علاقة وطيدة بالدعم السريع والميليشيات السودانية والتشادية.

وأكدت التقارير أن مع كل كبوة للدعم السريع في السودان يسرع حفتر من مدهم بالمركبات العسكرية والمعدات الثقيلة والوقود عبر شرق ليبيا، فيما دخلت خلال يناير الماضي العديد من سيارات الدفع الرباعي من ليبيا إلى الدعم السريع، بالإضافة إلى رصد جرارات محملة بمدافع الهاوترز 155 عبرت بوابتي الفیض والبوابة 106، مع وجود تقاریر تؤکد مرور ثلاث دفعات متتالیة كان آخرها في 29 يناير الماضي.

المركز كشف في تقريره ومن خلال مصادر ميدانية أنه وفي 28 يناير تم نقل الأسلحة من بنغازي إلى الكفرة جنوبا، تمهيدا لإرسالها إلى الدعم السريع في السودان، بينما تم إرسال سيارات الدفع الرباعي من بنغازي إلى إجدابيا ثم إلى الكفرة عبر وسطاء يتم دفع لهم الأموال، بالإضافة إلى إرسال معدات عسكرية إلى الجبل الأخضر.

التقارير أكدت أن حفتر يرتبط بالدعم السريع من خلال شبكة مصالح معقدة حيث يسيطر على طرق التهريب في الجنوب الليبي وهي منطقة نشاط لعناصر الدعم السريع يتم التعاون بالتالي في تهریب الوقود والمخدرات والذهب والسیارات المسروقة، مما جعل التعاون بین الطرفین أمرًا ضروریًا لتعزیز نفوذهما وضمان تدفق الموارد کمصدر رئیسي لتمویل أنشطتهما المسلحة.

وأكدت التقارير أن حفتر اتخذ من ليبيا طريقا لإرسال المعدات العسكرية التي ترسلها بعض الدول للدعم السريع فهو أحد أهم أصدقاء الميليشيا الأوفياء.

وتنطلق الإمدادات اللوجستیة والتي تشمل الوقود والذخیرة عبر الجنوب اللیبي إلی الحدود السودانیة عبر مسارين الأول من الجفرة حیث تُجهّز الشحنات في معسکرات سوکنة وهون قبل نقلها عبر الصحراء إلی المثلث الحدودي بین لیبیا والسودان وتشاد، ویُستخدم لنقل الأسلحة والذخائر الثقیلة.

أما المسار الثاني، فیبدأ من زلة الغنیة بالنفط، حیث یتم تهریب کمیات کبیرة من الوقود لدعمتحرکات ميليشيا الدعم السریع، ما یعزز قدرتها العسکریة في السودان.

في 25 مارس 2024 كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن السلطات في ليبيا ستبدأ التحقيق في سوء الإدارة والفساد، حيث قال مسؤولون للصحيفة إن تهريب الوقود الليبي يساعد في تأجيج الحرب الأهلية في السودان، بتوفير الوقود لميليشيا الدعم السريع عبر الجنوب الليبي والذي يسيطر عليه ميليشيات حفتر.

تهريب أسلحة ووقود ودعم غير شرعي من حفتر لميليشيا الدعم السريع، يتم عبر الجنوب الليبي، لا يفيد أحد سوى مصالح حفتر الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى