تقارير ومقالات

بيلاروسيا_ سر الزيارة الغامضة لحفتر وعائلته وعلاقاتها بالتهريب

علاقات خارجية غامضة، تحيط بزيارات حفتر التي يضفي عليها الطابع الرسمي وفي طياتها المؤامرات، والذي زار بيلاروسيا مؤخرًا ، مصطحبا معه وفدا بالإضافة إلى أفراد أسرته، فيما لم يذكر أي مسؤول ليبي أي تفاصيل بشأن الزيارة أو الوفد المرافق أو سببها.

والتقى حفتر خلال زيارته، رئيس جمهورية بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية قيل في التعاون بالمجالات الحيوية، وتوثيق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتي لا تفاصيل لها.الزيارة تأتي عقب الكشف عن شركة نفط اركنو التي يمتلكها صدام نجل حفتر والتي صدرت النفط وحصدت مليارات الدولارات خارج نطاق الدولة الليبية، والتي تسعى لتهريب النفط إلى جميع أنحاء العالم شمالا وجنوبا وشرقا، إذ يسعى حفتر لتوطيد علاقات دولية من أجل زيادة وتيرة تهريب النفط الليبي المدعم خارج البلاد، وإجبارها على استيراد الوقود.

العلاقات بين الجانبين كشفتها وكالة أنباء “التلغراف” البيلاروسية، العام الماضي، بدخول شركات بيلاروسيا في العديد من الأسواق الجديدة، حيث أكد وزير صناعتها تصدير منتجاتها إلى 60 دولة من بينها ليبيا كمنفذ إلى أفريقيا.

أما الزيارة الحالية لحفتر فقالت عنها وكالة الأنباء الروسية “بيلتا” إن هناك محادثات بين الطرفين تركزت على تطوير التعاون الاقتصادي، إضافة إلى مشاريع مشتركة في المجال الإنساني الاجتماعي دون الإفصاح عنها.

بينما كشفت تقارير سابقة أن بيلاروسيا كانت تنقل شحنات غامضة إلى ليبيا عبر مسارات مربكة، وكُشف في أوائل فبراير عن أن شركة الطيران “بيلافيا” بدأت في تسيير رحلات سرية إلى بنغازي التي تقع ضمن نفوذ حفتر.وبالتدقيق أكثر حول علاقة الطرفين، لاسيما وكونها لا تمثل ظاهرًا إضافة كبيرة لأي دولة أفريقية، فسنجد أن لبيلاروسيا خطوط طيران سيئة السمعة تستخدم في عملية التهريب سواء البشر أو الوقود وغيرها، فضلًا عن علاقاتها بروسيا.إ

ذ تستخدم موسكو بيلاروسيا كبوابة بديلة لإدخال المواد المحظور دخولها إليها من الدول الأوروبية بسبب العقوبات، وهو ما أثار خلافات كبيرة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.أما بشأن علاقاتها مع حفتر، فتعد بيلاروسيا الوسيط بين حفتر وروسيا، والتي تساعدها عبر البحر أو سوريا، في نقل المواد والمرتزقة، فضلًا عن الأسلحة.

وقبل سقوط نظام بشار الأسد، كانت روسيا تمد حفتر بالأسلحة عن طريق سوريا، أما الآن فكان على الطرفين اختيار وسيط آخر يمكنه تسهيل عمليات الإمداد العسكري والتهريب النفطي.

وهو الأمر الذي يفسر طبيعة العلاقات الجديدة بين الطرفين، لاسيما في ظل الغموض المسيطر على الزيارة وتحفظ الجانبين عن الإفصاح عن أي تفاصيل بشأنها.

نشاط حفتر وأبنائه الغامض، في تهريب الوقود والمعادن النفيسة من الجنوب الليبي خاصة، ومحاولاتهما لفتح منافذ جديدة لذلك التهريب، يظهر جليا في خطوته الأخيرة في بيلاروسيا، اليد الأحدث لحفتر في أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى