تقارير ومقالات

نفط ليبيا مستباح لحفتر وميليشياته منذ 2017_ جرائم تلك العائلة لا تنتهي

مسلسل لا تنتهي فصوله، من سرقة ونهب النفط داخل ليبيا وبيعه عبر طرق غير شرعية، بينما يعاني الليبيون من العوز ونقص السيولة والفقر ونقص الوقود، فمن هو المتهم الأول في هذه الجريمة ؟.

تقارير دولية على مدار السنوات الماضية أكدت أن حفتر وميليشياته هما المسؤولان الرئيسيان عن السيطرة على منابع النفط وتهريبه وملء خزائنهما بالدولارات خارج نطاق الاقتصاد الليبي الرسمي.

الساعات الماضية أكد خبراء في الأمم المتحدة وسجلات شحن بأن شركة أركنو المرتبطة بخليفة حفتر والتي يديرها نجله صدام، صدرت 7.6 مليون برميل نفط بقيمة 600 مليون دولار على الأقل منذ مايو حتى ديسمبر الماضيين، وبحسب تقرير لوكالة رويترز، فإن الشركة غير المشهورة تأسست في 2023 وهي أول شركة ليبية خاصة تصدر شحنات نفط، ليتم تحويل إيرادات النفط بعيدا عن المصرف المركزي.

وراجعت رويترز أيضا أكثر من 20 وثيقة تضمنت سندات شحن وقرارات حكومية ورسائل من شركة النفط من أجل هذا التقرير، أكدت جميعها أن الشركة مقرها في بنغازي ولها رصيف يخضع لسيطرة قوات حفتر، بل كشفت أن شركة حفتر أصبحت شريكا في حقلي النفط الرئيسيين السرير ومسلة بقرار حكومي.

ووفقا لتقرير للأمم المتحدة، تم تعيين صدام حفتر رئيسا لأركان القوات البرية في مايو من العام الماضي، أي في نفس الشهر الذي بدأ تصدير النفط من شركته إلى إيطاليا والصين وبريطانيا، واستغل نفوذه وعلاقاته بالدول المجاورة .

شبكة بلومبرج الأمريكية كشفت في العام الماضي 2024، أنه بالرغم من ثراء لبيبا بالنفط إلا أنه يتم تهريبه من بنغازي، وكشفت الشبكة في تحقيق استقصائي أنّ 40% من الوقود المورد إلى ليبيا والمدعوم من قبل الحكومة بنحو 5 مليارات دولار سنويًا يتمّ تهريبه عبر شبكات التهريب إلى دول أوروبا.

وفي عام 2023 أكد تقرير لخبراء الأمم المتحدة أيضا تعاظم نفوذ حفتر وقواته على النفط، وقال مصدر أمني من حرس الحدود الليبي إن وتيرة تهريب النفط قد زادت على أيدي ميليشيات مسلحة في الظاهر تابعة للدولة وفي نفس الوقت منخرطة بشكل كبير في تهريب النفط.

وفضحت صحيفة الجارديان البريطانية، تهريب النفط إلى أحد الأطراف المتناحرة في السودان ما يؤجج الحرب الدائرة هناك، وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الليبيين فتحوا تحقيقا كشف أن النفط يصل إلى دول أفريقية، على علاقة في الأساس بصدام حفتر.وتظل واقعة احتجاز ناقلة النفط العملاقة الملكة ماجدة في ألبانيا في عام 2022 إحدى أهم الحوادث التي فضحت حجم تجارة تهريب الوقود في ليبيا.

وأوضحت بلومبرج حينها أن قيمة أنشطة تهريب الوقود في ليبيا تصل إلى خمسة مليارات دولار سنويا، حيث نقلت الناقلة ماجدة النفط بين عدة دول أوروبية من بينها إيطاليا وإسبانيا ومالطا وفرنسا حتى احتجزتها ألبانيا بعد أن كشفت تزوير أوراق الشحن، وأوضح مسؤولين أنه يتم تهريب النفط من قاعدة الجفرة وبنغازي التي يسيطر عليها قوات حفتر وميليشياته.

محللون أشاروا إلى أن تقارير دولية أكدت تهريب النفط منذ 2017 ما ساهم في إضعاف القدرة الاقتصادية لليبيا وفاقم من أزمتها وأوضحوا أن المسلحين استنزفوا النفط وحصدوا مكاسبه لأنفسهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى