
الانقسام والتناحر وضياع رؤية المستقبل ألم يلاحق الليبيين، أما الأشد قسوة أن يوضع اسم ليبيا كنموذج دولي يحذر الجميع من التحول إليه، والسبب الأساسي هو الميليشيات.
وعقب سقوط النظام السوري، انطلقت العديد من التحذيرات الدولية من تكرار السيناريو الليبي في سوريا. وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من الانقسام والعنف الطائفي وتنامي نفوذ الميليشيات مثل النموذج الليبي.
ودعت مؤسسة كارنيجي للسلام لتجنب تكرار سيناريو ليبيا في سوريا، مشيرة إلى أن سوريا أكثر تنوعا وتفتتا من ليبيا.
وتعتبر مسألة انقسام السيطرة الجغرافية بين طرفين متباينين من أهم عوامل التشابه بين سوريا وليبيا، حيث قسمت الميليشيات وسيطرت على المناطق الليبية، واتخذت من قوات حفتر مثلا حيث تسيطر على أجزاء من الشمال والشرق والجنوب وهي مناطق استراتيجية تضم الهلال النفطي شمالا، وحقل الشرارة الثري بالنفط بالجنوب، وأوضحت التحذيرات أن الوضع الليبي بالغ التعقيد فالميليشيات التي تدعم الشرق والغرب غالبا ما تتناحر فيما بينها للسيطرة على الثروات والنفوذ في معظم المناطق والقيام بأنشطة غير مشروعة وهو ما يثير القلق من تقارب الأوضاع في سوريا.
التصريحات الدولية تحدثت أيضا عن دعم بعض الدول وتنفيذ أجندتها من خلال الميليشيات التي تسيطر على ليبيا في وضع كارثي.
الميليشيات التي تعبث بمستقبل ليبيا أصبحت عقدة دولية يخشى الجميع من تكرارها، وبعد أن كانت ليبيا في مصاف الدول الكبرى والمستقرة، أصبحت صورة غير طيبة للأوضاع السياسية والأمنية.