غزو برقة لفزان_ صراع دائم تشنه ميليشيات حفتر ومحصلته الأبدية النصر للجنوب

شريعة الغاب، تحكم الجنوب الليبي الذي تُرك مصيره لأيادي الميليشيات والمجرمين تعبث به، وتفعل ما تشاء وقتما تشاء.
ساعات عصيبة عاشها سكان الجنوب وبوجه خاص مدينة القطرون التي شهدت اشتباكات دامية تسببت فيها الميليشيات التابعة لقوات حفتر، والتي انتهكت جميع القوانين الإنسانية واشتبكت مع ميليشيات أخرى كانت تابعة لها، في محاولة منهما لاستعراض القوى وبسط السيطرة على مقدرات الجنوب، لكن يبدو أن أهداف الميليشيات والمسلحين لم تتحقق وأصيبت بخسائر فادحة، فقررت الانسحاب.
إذ أكدت مصادر خاصة لصحيفة “نبض فزان”، أن الميليشيات التابعة لقوات حفتر بقيادة المزوغي والشامخ، تعرضت لهزيمة مجحفة، نزفت خلالها الكثير من العناصر والمعدات العسكرية وبالرغم من استخدامها للأسلحة الثقيلة والطيران المسير وغيره من المعدات التي لا يمكن أن تستخدم في مناطق سكنية، إلا أنها منيت بتلك الخسارة الفجة، بعد وقت قليل من خوضها تلك المعارك.
ادعاءات كثيرة حاولت تلك الميليشيات تبرير معاركها العنيفة بها، منها استهداف أوكار المرتزقة والمخربين والمهربين وداعمي الهجرة غير الشرعية، لكن تحركاتها على أرض الواقع وتسلسل معاركها، يؤكد عكس ذلك.
فقد استهدفت مقرات ومواقع الميليشيات المنشقة عنها بمدينة القطرون، ولم تمنح المواطنين المتواجدين بالمنطقة أي فرصة للرحيل أو حتى فرضت ممر أمني لهم، في تأكيد لكونها لا تأبه بأي مصالح شعبية ولا تنفذ ما تسميه بعملية أمنية.
فأي عملية أمنية تلك التي تقوم خلالها الميليشيات بنهب ممتلكات المدنيين وترويعهم، واستخدام أبنائهم الذين لم تتفاوت أعمارهم السن القانوني للمشاركة أو حتى الانضمام في أي جسم عسكري شرعي للدولة.
فالضحايا الثمانية عشر الذين تحدثت عنهم مصادرنا، جميعهم ينتمون للجنوب، وجميعهم تحت السن القانوني، وهي واحدة من ضمن الجرائم الكفيلة بالزج بحفتر وأبنائه وكافة قادة ميليشياته إلى غياهب السجون، والوقوف أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، لكونهم اخترقا قانوني الطفولة وحقوق الإنسان، ناهيك عن أي خروقات أخرى.
ميليشيا حفتر وللحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها، ادعت انتهاء عمليتها العسكرية في القطرون، وانسحاب قواتها بناء على ذلك، متناسية حجم خسائرها وأسراها الذين خلفتهم ورائها حين فرت مهرولة لحيث أتت.
فمنذ يناير الماضي، وتشن تلك الميليشيات في الجنوب الليبي، حملات شرسة تحت مسميات عدة، مثل مداهمة أوكار تهريب الوقود أو القضاء على الظواهر السلبية، وكأن قوات حفتر تحاول كل فترة استكشاف الجنوب واخضاعه لسيطرتها، لكنها تفشل بكل السبل، وسرعان ما ينكشف الوجه القبيح خلف كل عملية تقوم بها.
جولة أخرى من الانتهاكات والجرائم انتهت في الجنوب الليبي، ويبقى الوضع كما هو فلا تم ظبط الوضع الأمني ولم يتم محاسبة الجناة على جرائمهم، لكن يبقى الأمل تلك المرة أن تطالب الجنائية الدولية هؤلاء الغزاة بالوقوف أمامها لتحقيق العدالة الغائب شمسها عن الجنوب منذ سنوات طوال.