الفيدرالية المشروعة _ ” فزان “

-الإقليم يمتلك موارد اقتصادية وطبيعية تمكنه من الاستقلال الذاتي
-تصاعد دعوات الحكم الذاتي بعد 14 عاما من التهميش والفوضى والعصابات……..
ظهرت المطالب الفيدرالية في ليبيا بشكل متكرر منذ الاستقلال عام 1951، لكنها اكتسبت زخمًا خاصًا بعد 2011 وسقوط نظام معمر القذافي.
وتعكس هذه المطالب المتجددة، رغبة بعض الأطراف في توزيع السلطة بشكل أكثر توازنًا بين الأقاليم، وسط انقسامات سياسية واقتصادية حادة، والفشل حتى الآن في إنهاء التهميش، أو وصول حكومة مركزية قوية تبسط يدها على كافة التراب الليبي.
الخلفية التاريخية
وكانت قد تأسست ليبيا كدولة فيدرالية عام 1951، حيث ضمت ثلاثة أقاليم رئيسية: “برقة، طرابلس، وفزان” إلا أنه في عام 1963 تم إلغاء الفيدرالية وبناء نظام مركزي موحد تحت حكم الملك إدريس السنوسي.
وخلال حكم القذافي (1969-2011)، تمركزت السلطة في طرابلس، ما أدى إلى تهميش بعض المناطق، وخصوصا في الجنوب.
وعلى مدى الـ 14 عاما الماضية، تصاعدت المطالب الفيدرالية، بسبب التهميش السياسي والاقتصادي وشعور بعض المناطق، وخاصة فزان وبرقة بعدم حصولهما على نصيب عادل من الموارد، خصوصًا عائدات النفط، و استمرار النزاع بين الحكومات المتنافسة في الشرق والغرب ما دفع بعض الأطراف للمطالبة بحكم ذاتي موسع، وضعف الحكومة المركزية بعدم قدرة الدولة على توفير الخدمات بشكل متوازن لجميع المناطق ما عزز الرغبة في اللامركزية.
وبخصوص فزان، فهو أحد الأقاليم الثلاثة التاريخية في ليبيا، إلى جانب برقة وطرابلس. ويتميز بموقعه الجنوبي وامتداده الصحراوي الشاسع، ويضم مدنًا رئيسية مثل سبها، مرزق، أوباري، وغات.
وتاريخيًا، كان فزان منطقة نفوذ مختلفة، حيث خضع للاحتلال الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتم دمجه في المملكة الليبية الفيدرالية عام 1951.
أسباب تصاعد دعوات انفصال فزان
التهميش السياسي والاقتصادي، حيث يشعر سكان فزان بأن الإقليم يعاني من الإهمال الحكومي وغياب التنمية، ونقص الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، مقارنة بالمناطق الشمالية، وتفاقم الفوضى الأمنية بعد 2011، مع انتشار الجماعات المسلحة والتهريب، والنفوذ المتزايد للجماعات المسلحة الأجنبية في الجنوب، ما يعزز فكرة الإدارة الذاتية لحماية الإقليم.
على الجانب الآخر، يمتلك فزان موارد طبيعية مهمة، مثل حقول النفط والغاز، إضافةً إلى المياه الجوفية، ما يدفع البعض للمطالبة بحكم مستقل لاستغلال هذه الموارد لصالح الإقليم.
مظاهر دعوات الانفصال والفيدرالية
وقد ظهرت دعوات متكررة لإقامة “إقليم فزان المستقل”، سواء بالحكم الذاتي ضمن ليبيا أو ككيان منفصل، ففي عام 2017، أعلنت بعض القبائل والمجموعات المسلحة تشكيل “حكومة إقليم فزان”، لكنها لم تلقَ اعترافًا رسميًا.
أبرز مطالب الفيدرالية في البلاد
توزيع عادل للثروات، خاصة النفط والغاز. ونقل بعض صلاحيات الحكومة المركزية إلى الأقاليم. وإعادة النظر في توزيع الاستثمارات والبنية التحتية بشكل متساوٍ. ومنح الحكم الذاتي للأقاليم دون الانفصال عن الدولة.
موارد كاملة وثروات غنية
ويمتلك إقليم فزان، الإمكانيات الاقتصادية اللازمة ففي قطاع النفط والغاز، فإن فزان غني بالثروات النفطية ويضم حقول نفطية رئيسية مثل، حقل الشرارة ، أحد أكبر الحقول في ليبيا، ينتج حوالي 300 ألف برميل يوميًا، وحقل الفيل ينتج حوالي 70 ألف برميل يوميًا.
ويعتمد الاقتصاد الليبي بشكل كبير على هذه الحقول، لكنها تعاني من مشكلات أمنية وإغلاق متكرر بسبب النزاعات.
كما أن فزان هو أحد أهم مصادر المياه في ليبيا، حيث يضم الخزان الجوفي النوبي، وتُستخدم في مشروع النهر الصناعي الذي يمد الشمال بالمياه العذبة، ويمكن استغلال هذا المورد في مشاريع زراعية وصناعية مستدامة.والخلاصة..
مطلب الفيدرالية حل عادل لمشاكل الجنوب، دون انفصال عن الدولة الليبية لكنه يلغي التهميش ويتصدى للصراعات والعصابات عبر حكومة قوية وحكم ذاتي، وهناك نموذج ناجح في كردستان العراق، ولم يتفتت العراق ولم يذهب للفوضى، وفق بعض المعارضات العدائية لمطلب الفيدرالية في البلاد.