توزيع غنائم التهريب _ صراع الميليشيات وحرب تكسير العظام

انقلب السحر على الساحر.. فالميليشيات التي طالما تواطأت على ترويع الليبيين واتفقت على ظلم الشعب ونهب مقدراته والتحكم بمصير أبنائه،، ها هي الآن تتناحر وتتقاتل بعدما اختلفوا على توزيع ما ينظرون إليه دائماً بوصفه غنائم وأسلاب..
اشتباكات عنيفة اندلعت في منطقة البخي بمدينة القطرون بين ميليشيات حفتر ونجله صدام، وأخرى كانت تابعة لهما قبل أن تنقلب عليهما بعد اختلاف مصالحهم الشخصية وتضارب أطماعهم التوسعية،، فالخلاف المحتدم الذي أدى لتلك الاشتباكات جاء مدفوعاً برغبة كلا الطرفين في تجفيف منابع سيطرة الطرف الآخر على خطوط التهريب في جنوب البلاد التي تدر عليهم مكاسب طائلة بينما تجر على البلاد مخاطر أمنية جمة فتهريب النفط والوقود المحروم منه أهل الجنوب كان تجارة رائجة لتلك الميليشيات فضلاً عن تهريب الذهب والماس وما جادت به أرض الجنوب من معادن نفيسة وخيرات أخرى..
كما يسعى كل فريق للاستئثار بالنفوذ دون الآخر وتوسيع السيطرة والفوز بأكبر نصيب من “كعكة” الليبيين التي ينظرون إليها بوصفها نهباً مستباحاً دون أي حرمة، خاصة الجنوب المظلوم الذي لا يعدو في نظرهم كونه مصدراً للخيرات والثروات التي يجب نهبها دون حساب أو عقاب..
الاشتباكات التي انطلقت بالقطرون وامتدت لأماكن أخرى في الجنوب استعان فيها كل طرف من الميليشيات بالمرتزقة من الجنجويد وأفراد من المعارضة التشادية والمأجورين والمجرمين من أماكن شتى ما يعرض الجنوب وسكانه المسالمين لمخاطر كبيرة..
ميليشيات اجتمعت على إضمار الشر للبلاد وتشاركت في سرقة خيراته ومقدراته على مدار سنوات، لكن الظلم لا يدوم وما بني أساسه على باطل فمصيره التفكيك والتشرذم عاجلاً غير آجل، لتظهر الاشتباكات الحالية كلاً على حقيقته.