تقارير ومقالات

بعد كارثة الديون _ الفساد يُهدد المجتمع الليبي

ليس من الفِطنةِ انتظارُ الزُبدِ من الماء ولا من الحكمةِ سلوكُ نفسِ الطريق مرارًا وتكرارًا، وانتظارُ الوصولِ إلى نهاياتٍ مختلفة، قاعدةٌ منطقيةٌ لا تحتاج جهداً لفهمها، إلا أن المفسدين والمنتفعين وأصحاب المصالح ممن يقودون البلاد في الشرق والغرب وفق أهوائهم الشخصية لا يتبعون منطقاً ولا يُحكِّمون عقلاً، فغايتهم الوحيدة مصالحهم الشخصية وإن غرقت البلاد في بحور من الفساد والديون.

تقييم جديد صدر عن منظمة الشفافية الدولية لعام 2024 أظهر ترتيب الدول العشر الأكثر فسادًا في العالم، وهنا كانت الصدمة حيث احتلت ليبيا المركز السادس لتأتي في مقدمة الدول الأكثر فساداً على مستوى العالم.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد ظهر ذلك التقييم من منظمة الشفافية الدولية والذي اعلن تلك الفاجعة، ظهر متزامناً مع كارثة أخرى وهي إعلان موقع “Global Firepower” لتتبع الدين الخارجي عن تحول ليبيا إلى دولة مستدينة بعد أن كانت دائنة.

الفساد والديون والمشاكل والأزمات والانهيار الاقتصادي وغياب الأمن ونقص الخدمات خاصة في الجنوب الليبي المهمش، كلها نتاجٌ واضحٌ للسياسات المتخبطة لمن يتحكمون في مصير البلاد والعباد، الذين لا هم لهم سوى سرقة الثروات ونهب الخيرات بينما تعاني البلاد من الديون والفساد.

وهكذا صارت ليبيا بين فساد وديون ومستقبل غامض فضلاً عن الظلم المتفشي في الجنوب المحروم من كل مقومات الحياة فضلاً عن حقه في تقرير المصير ورسم مستقبل أبنائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى