برقة تحتل فزان!! _ ميليشيات حفتر تعبث بالجنوب

بذرائع مختلفة وكيدية، لا غرض منها سوى التنكيل بمصالح أهل الجنوب وسلب ثرواتهم وممتلكهاتهم، تواصل الميليشيات المسلحة بإسناد من قوات حفتر، اقتحامها لمدن وبلدات الجنوب، وتوزيع الاتهامات على أصحابها.
مخطط شيطاني تتبعه تلك الميليشيات، يبدو واحدا على الجبهات كافة، إذ تقوم بإخفاء الأسلحة داخل مزارع المواطنين، وعبر عملية تنقيب فاشلة تعلن اكتشافها لذلك المخبأ، بذريعة أن هؤلاء المواطنين أخفوه أسفل ممتلكاتهم.
والنتيجة لا تختلف كثيرا عن ادعائاتهم السابقة بتورط أهالي الجنوب في تهريب النفط، فكما سرقوا النفط، يسرقوا ممتلكات هؤلاء المواطنين وذويهم ويعبثون بمقدراتهم، ثم اعتقالهم، والجريمة فقط لكونهم من الجنوب.
كل ما تريده تلك الميليشيات هو إثبات تورط الجنوب في عمليات غير قانونية، كتهريب الوقود الذي هو ملكهم بالأساس أو الاتجار بالأسلحة التي دسته الميليشيات لهم، حتى يصبح أمامهم مبرر قوي للاستيلاء على الجنوب وإحكام قبضتهم عليهم، عبر توزيع عناصر على كافة مداخله ومخارجه، فيصبح أهله محاصرون داخل مدنهم، تحت احتلال جديد يسمى احتلال برقة.
وبتتبع خريطة تحركاتهم أو خطوات مخططهم سنجد أن الغرض الأساسي هو الانتشار في كافة المناطق والمدن الرئيسية والأكثر استراتيجية بالإقليم، حتى لا يصبح لأحد من أبنائه القدرة على معارضتهم أو الخروج عن الصف الأخير، الذي تتعمد تلك الميليشيات وضعهم فيه.
ففي مدينة زلة على سبيل المثال لا الحصر، أكد شهود عيان، أن عناصر ما تسمى بالشرطة العسكرية التابعة لقوات حفتر، قامت وبدون أوراق رسمية، بانتهاك ذات الأساليب داخل إحدى المزارع في منطقة كليسن.
إذ اقتحمت منازل المواطنين باتهامات كاذبة، من بينها امتلاك أسلحة، وفتشت إحدى مزارع مواطني الجنوب بزعم وجود مخزن للأسلحة في المزرعة.
الشهود أكدوا أن تحركات تلك القوات كان محدد داخل المزرعة، وكأنهم يعلمون جيدا عن ماذا يبحثون وأين سيجدوه، وفي دقائق معدودة أعلنوا العثور على ماأسموه بمخزن للأسلحة.
تلك الميليشيات لم تكتفي بذلك فقط، بل قاموا بنهب المنقولات والسيارات في تحد صارخ لحقوق المواطنين المدنيين الآمنين في الجنوب الليبي.
وتعد هذه الحملة سلسلة من ضمن حملات ممنهجة للاستيلاء على ممتلكات مواطني الجنوب الليبي ونشر الترهيب والرعب في قلوبهم، الغرض الأول والأخير منها، هو بسط السيطرة على كل شبر فيه وضمه وخيراته لممتلكاتهم.