الجنوب يستغيث_ الإهمال يحوله مرتع لعصابات التهريب والمافيا النيجيرية

مصير مؤلم، يحاصر الجنوب الليبي بأزماته الكارثية مع إنعدام الأمن وعدم سيطرة المؤسسات وغياب التنمية التي تساعد على نمو العمران ومنع الجرائم.
ومع بلوغ الوضع الأمني أسوأ حالاته نشطت عصابات إجرامية من دول الجوار في الجنوب الليبي وعاثت في الأرض فسادا، مثل عصابات “فايكينج العليا” و”إمسي” و”إيّي” و”الفأس الأسود” النيجيرية، وهي من أبرز المنظمات الإجرامية المتورطة في أنشطة غير قانونية تتخذ من الجنوب الليبي مركزًا لعملياتها، بل وارتكبت بعض الجرائم في عمق الأراضي الليبية منطلقة من الجنوب.
أبرز جرائم هذه العصابات ممارسة السحر والشعوذة، الاتجار بالبشر، واستغلال النساء في أعمال غير أخلاقية والعمل القسري، وتنظيم الهجرة غير الشرعية نحو دول أوروبا، والخطف وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية.
في سبتمبر 2024، فككت النيابة العامة شبكة من هذه العصابات وأشارت التحقيقات إلى أن هذه العصابات أنشأت هياكل تنظيمية داخل ليبيا، تضم مئات المهاجرين غير الشرعيين، بهدف تحقيق مصالح مشتركة مع منظمات المافيا النشطة في دول البحر المتوسط، وتم القبض على 37 متهما بينهم قائد جماعة “فايكينج” النيجيرية في ليبيا.
وتتورط بعض الميليشات في علاقات وطيدة مع العصابات الخارجية لتنظيم الجرائم وحصد الثروات والمكاسب، كما تتنازع هذه العصابات مع بعضها البعض النفوذ وتحارب بعضها بشكل مروع.
ويظل مستقبل الجنوب الليبي رهينة العصابات الخارجية والميليشات، مكبل بقيود الوهن التي لا تبشر بشروق فجر قريب.