اعتراف دولي بالكارثة_ مجلس الأمن يؤكد غرس الميليشيات أنيابها في صلب المؤسسات منذ 2011

الميليشيات.. مرض عضال يبدو أنه لا شفاء منه، يشعر به الليبيون عامة وسكان الجنوب المكلومين خاصة، وسطوتها على مفاصل الدولة ومؤسساتها وإخضاعها لخدمة مصالحها الخاصة.
وفي اعتراف دولي، صدر تقرير لفريق الخبراء المعني بليبيا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، أكد أن المجموعات المسلحة أو الميليشيات تمكنت من غرس أنيابها في قلب مؤسسات ليبيا منذ بداية أزمتها عام 2011.
وأشار التقرير الأممي إلى أن قوات حفتر تستخدم حكومة الدبيبة كغطاء لفرض سيطرتها الكاملة على مهمات الحكم، مع إحكام صدام حفتر قبضته على القوات البرية واستراتيجياتها الخارجية ومصالحها الاقتصادية.
وكشف أن المسوؤلين عن هذه المؤامرة أسسوا شركة للنفط صدرت نفط خام بقيمة 460 مليون دولار أمريكي منذ مايو 2024، وربما العجز الذي حدث في إيرادات النفط العام الماضي والذي بلغ 8 مليارات دولار أمريكي يعبر عن موضع الخلل حيث تهريب النفط خارج مؤسسات الدولة.
التقرير وجه الاتهام مباشرة لكبار المسؤولين الذين يعتمدون على الميليشيات لفرض سيطرتهم على المناصب، مقابل منحهم المؤسسات وحصد الثروات الطائلة من حقوق الليبيين.
الجنوب الليبي يحصد ثمار فساد الميليشيات، وأصبح منسيا، فلا يستمع أحد لأصوات أهله التي تطالب بتحريره منها، وحتى بعد أن أعلن مجلس الأمن الدولي أنه يمتلك تقارير بأسماء المتورطين في الفساد لكنه لم يتخذ أي إجراء، وكأن مصير الجنوب بات في مهب الريح، فلا مسؤولين بالداخل يستمعون ولا أي منظمات دولية تنصفه.