عقب قراراتهم الحمقاء وتدمير ليبيا.. مبعوثها السابق وزير بالحكومة اللبنانية

على مدار 14 عاماً لم تنجح البعثة الأممية في وضع حلول للأزمة الليبية لأسباب عدة وعوامل مختلفة، إلا أن القاسم المشترك بين كل هذه الأسباب، هو عدم المعرفة الحقيقية بالواقع الليبي بمختلف مكوناته السياسية والديموغرافية وهنا يظهر الملف الأبرز والعنوان الأوضح لتلك المسألة وهو “حصر القضية في الشرق والغرب وتهميش الجنوب”..
قضية تذكرها الليبيون مع الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، والتي ضمت اثنين من المعوثين الأممين إلى ليبيا هما طارق متري الذي تم تسميته نائباً لرئيس الوزراء وغسان سلامة الذي عُين وزيراً للثقافة.


“طارق متري” أُوكلت إليه مهمة رئاسة البعثة الأممية إلى ليبيا في سبتمبر من عام 2012 واستمرت ولايته قرابة عامين، بينما تم تعيين غسان سلامة مبعوثاً أممياً إلى البلاد في يونيو 2017، قبل أن يستقيل في مارس 2020.
وعلى مدار 14 عاماً تولى نحو 10 أشخاص منصب المبعوث الأممي إلا أن تلك البعثات كانت تدير الأزمة ولا تعمل على حلها وتنظر للملف الليبي على أنه شرق وغرب فقط دون مراعاة أهل الجنوب واحترام حقوقهم في تقرير المصير وأخذ رأيهم في مستقبل البلاد كونهم أحد المكونات الرئيسية وأصحاب الحق الأصيل.
نحو عَقدٍ ونصف من الزمان والأزمة مستمرة وإهدار الفرص نحو الحلول متواصل والاستقواء بالخارج من الشرق والغرب على أشده حتى صارت البلاد نهباً للغرباء، بينما الجنوب مهمش مستبعد من النقاشات والأطروحات والحلول والتصورات..
14 عاماً من الانقسام ونهب الثروات، وإفشال متعمد من أمراء الحرب وتجار السياسة في الشرق والغرب لكل المبادرات لتسوية الأزمة بينما كان الاستسلام التام من البعثة الأممية لسياسة الأمر الواقع التي فرضها المنتفعون من تهميش الجنوب واستغلال ثرواته من نفط ومعادن وموارد.

ولعله من نافلة القول التذكير بالانتقادات اللاذعة التي وجهها غسان سلامة ومن بعده عبد الله باتيلي أكثر من مرة لمتصدري المشهد في الشرق والغرب والاعتراف بمسؤوليتهم عن تدني الأوضاع واستمرار الأزمات وافتقارهم للرغبة الحقيقية في التوصل للحل، لكنهم نسوا أو ربما تناسوا عن عمد أن الحل لن يكون بتهميش الجنوب وإهماله،، فاليوم ليس كالأمس، والغد أكثر إشراقاً لأهل الجنوب.