تقارير ومقالات

“مراسم قرعة الحج” صورة من ظلم الجنوب

“ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”.. أمر وتوجيه إلهي بتعظيم شعائر الله، هكذا وجهنا الشرع الحكيم، لكن أناسا وكيانات أخذتها العزة بالإثم فلم تراع حدود الله ولم تؤد الأمانة كما كُلفت بها فكان الظلم والمحاباة والاستئثار بالخير والنعم حتى في فرائض الدين.

فمع انطلاق مراسم قرعة الحج على مستوى البلاد، ظهر الفساد وطغت المحسوبية وجاء الظلم واضحاً جلياً من قبل اللجنة المنظمة حتى في شعيرة الحج التي فرضها الله على من استطاع إليه سبيلاً ليقطع ظلم القائمين على الأمر السبيل أمام أهل الجنوب.

وبرغم ما ادعته الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة من أن مراسم القرعة ستتم بكل شفافية، إلا أن المحاصصة والطريقة التي يتم بها التوزيع دائماً ما تشهد ظلما لأهل الجنوب.

ومع استئثار إقليم برقة شرقاً وطرابلس غرباً بالنصيب الأكبر، يشكو أهل فزان والجنوب من عدم حصولهم على نصيبهم الكافي في شعيرة الركن الخامس من أركان الدين وكأنهم مواطنون درجة ثانية، فيحصلون على أعداد أقل من التأشيرات ما يزيد من معاناتهم في إقامة شعائر الدين وأركانه.

ومع ارتفاع تكاليف الحج وصعوبة الحصول على التأشيرات المطلوبة لأداء الفريضة، كان من الأولى أن تتبع الجهات المنظمة الضوابط المطلوبة وتراعي العدالة في التوزيع وتتعالى عن الاستئثار والأطماع، فشرائع الدين حق كفله الله عز وجل للجميع، بينما لا تزال ضغمة من الناس يتعاملون بمنطق المغالبة لا المشاركة، ما جعل أهل الجنوب يشكون ظلمَهم إلى الله، والله غالب على أمره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى