
وماذا بعد؟؟ سؤال يتردد في أذهان سكان الجنوب الليبي الذين يتعرضون للقهر والانتهاكات وجميع صنوف التنكيل والإهانات.
مدينة زلة خير شاهد على ذلك، بعدما اخذت القوات المسيطرة عليها تعبث فيها فسادًا، وتحت ستار يبدو أنه يهدف لحفظ الأمن بالمدينة، مارست تلك القوات كافة صنوف الانتهاكات الإنسانية بحق القاصي والداني من سكان الجنوب والمغتربين.
وعلى مدار الأيام الماضية، انطلقت في المدينة حملة أمنية بزعم مكافحة الظواهر السلبية وضبط الشارع والمخالفين والخارجين عن القانون، أما حقيقة الأمر كانت انتهاكًا لكل حقوق المواطنة والمواطنين، فألقت عناصر القيادة العامة القبض على بعض السكان ومصادرة مركباتهم، كما تعاملت بطريقة غير لائقة مع مواطنين من المفترض أن يحيوا بكرامة في مدينتهم.
الإعلام الذي يحابي لعناصر القيادة في انتهاكاتها، زعم السيطرة والقبض على المخالفين ومهربي الوقود وحاملي الأسلحة، أما على أرض الواقع فالأمر عكس ذلك، فالمتضررين من المواطنين والضيوف تتزايد أعدادهم يوما تلو الآخر، دون أن يعلم أحد بواقعهم المؤلم.
إلا أن الخارجية المصرية، كشفت الوضع، فأعلنت في بيان أنها تتابع تطورات أوضاع المصريين المتغيبين والذين تم مصادرة السيارات التي كانوا يستقلونها في مدينة زلة، موضحة أن المعلومات الأولية أشارت إلى أن السلطات الليبية المعنية بالهجرة غير الشرعية هي من قامت بالقبض عليهم وغيرهم من الجنسيات الأخرى.
وأشارت الخارجية المصرية، إلى أنها تسعى للإفراج عن المحتجزين بمساعدة السلطات المحلية وشيوخ وعوائل المنطقة، مؤكدة العمل على حماية مواطنيها.
الخارجية المصرية تتابع مواطنيها على بعد آلاف الكيلومترات، أما مواطن زلة في بلدته، لا يجد من يساعده على مواجهة الانتهاكات التي يواجهها في عقر داره، لاسيما في ظل ما يعانيه من تهميش وإهمال وغياب من المشهد السياسي ككل،،،
زلة كغيرها من مدن الجنوب،، تحولت من واحة ليبيا وأرض نخيلها،، منبع الحضارات والشاهد على تاريخها الطويل، إلى مدينة مهمشة مهملة ضعيفة،، يعاني أهلها من ضعف الإمكانيات وندرتها،، رغم كل ما يمتلكونه من خيرات ومقومات كفيلة بأن تحول حياتهم وذويهم لما يطمحون له وأكثر،، فكما عانى الجنوب تعاني زلة،، وتنتظر مستقبل قريب تحصد فيه نتيجة صبرها،، وتعود خيراتها إلى أهلها مجددًا.